السليحي قريةسياحيةليت ان يكون بها مخيم كشفي ومدرسة زراعية والله كريم

احدى قرى محافظة البلقاء
الحياة: احمد برقاوي ولينا رمضان



السليحي قرية في محافظة البلقاء تحفل بأجواء الريف الغني بجمال الطبيعة الخلابة من مناظر تفصح عن قدرة الخالق على تصوير المكان بمآثر عدة حيث الانتشار الكثيف للاشجار في الروابي والسهول وخاصة على سفوح الجبال مشكلة الغابات بشكل يلفت الانظار ويسرق العقل ليذهب بعيدا في الامعان والتفكير .. وكذلك حال هواء القرية العليل الذي كلما استنشقه المرء شعر وكأن روح الحياة بدأت تسري مجددا في الجسد المنهك من اعباء الدنيا والجري وراء المادة .

السليحي تلك القرية ذات الوجه الفلاحي والتي تتبع لواء عين الباشا على المستويين الاداري والخدماتي لها قصة مع التاريخ سيما انها لم تعرف بهذا المسمى عبثا فأمهات الكتب تعزوه نسبة للسليحيين وتحديدا الملك عبدالله السليحي وهم من سكنوا منطقة مؤاب في البلقاء وفي نفس الوقت يقول ابن خلدون صاحب المقدمة الشهيرة : "ان السليحيين سكنوا منطقة مؤاب من اعمال البلقاء في ايامهم الاخيرة" . فلذلك ما تزال هناك قرية واقعة بين السلط وعمان تسمى "السليحي" كما تقول كتب التاريخ.

وفي الطريق الواصل بين شمال ووسط المملكة وتحديدا في منطقة حوض البقعة تقع هذه القرية التي ترحب بزوارها كما هو حال قاطنيها على حد سواء بمحطة التنقية الجاثمة على اراضيها عند المدخل والتي يضيق الاهالي بها ذرعا جراء الروائح الكريهة المنبعثة منها ولما تحدثه من انتشار للحشرات خاصة في فصل الصيف, ناهيك عن الامراض, بينما مع قدوم الشتاء تكون المعاناة اشد وطأة على الناس لا سيما ان لوادي القرية الممتد حتى سد الملك طلال على مسافة عشرات الكيلومترات قصة لا تقل تشويقا عن البقية.

فحال السكان الذين يصل عددهم لقرابة الالفي نسمة يشي بتفاصيل الواقع المعاش علما بأن الاهالي يعانون مشاكل عديدة من اهمها مشكلة المواصلات وانتشار البطالة بين فئة الشباب ناهيك عن فقر بعض العوائل نتيجة العوز وضيق اليد اضافة لمشكلة طلبة الثانوية العامة والمركز الصحي في القرية عدا عن الطرقات الفرعية مع اهمية التنويه الى ان جمالية طبيعة القرية تؤهلها لان تستثمر سياحيا بيد ان ذلك الامر لم يحدث حتى الساعة.









بين احضان الطبيعة

كباقي قرى الريف الاردني تمتاز السليحي بخضرة المكان ووفرة في الاشجار المثمرة والحرجية وكذلك اشتغال الكبار بالفلاحة والزراعة وفوق هذا وذاك تواجد الينابيع وعيون المياه الطبيعية العذبة.

وفي هذ السياق قال خالد عرسان ان السليحي قرية تزخر بالاشجار المثمرة والحرجية مشيرا الى ان فيها غابتان هما غابة الشهيد وصفي التل واخرى تعرف بالغابة الاسكندنافية مضيفا ان في القرية ينابيع يعتمد عليها المزارعون في الري اضافة للمياه المتجمعة في وادي السليحي الواصل الى سد الملك طلال.

منازل القرية مترامية الاطراف لا تجدها متلاصقة كما هي احياء المدينة بل انها في الغالب تبعد عن بعضها البعض مسافات لذلك فان ما يميز السليحي عدا عن جمال الطبيعة انتشار البيوت على التلال وبين احضان الاشجار.

الحاج عيد احمد العدوان عزا بعد المنازل عن بعضها الى كبر مساحة القرية التي تمتد اراضيها على مسافة شاسعة ولكون ان ابناء العائلة الواحدة يبنون بيوتهم الى جوار بعضهم في الاراضي المملوكة ذات المساحات الممتدة.









باص للقرية

واقع الحال يتحدث عن نفسه وهذا ما كان في هذه القرية حيث تفتقر لخطوط المواصلات الا من باص واحد يصل البقعة وبالعكس, الامر الذي يترتب عليه عناء الاهالي ماديا ومعنويا في ذات الوقت, وهو ما اكده رئيس لجنة زكاة الايمان / السليحي الحاج عبدالحميد محمد العدوان .

وفي معرض حديثه عن مشكلة المواصلات اوضح الحاج عيد ان المواصلات اكبر مشكلة تواجه القرية لا سيما ان باصا واحدا فقط يعمل على خط البقعة - السليحي وهو قديم جدا منوها لوجود باص اخر لكنه لا يعمل نهائيا على الخط مشددا في الوقت نفسه على ان الباص الوحيد وتحديدا بعد الرابعة مساء يتوقف عن نقل الركاب مما يضطر اهالي القرية لاستئجار التاكسي او الاستعانة بسيارات الركوب الخاصة مقابل دفع مبالغ مرتفعة.

ومن جانبه رأى عرسان ان قلة المواصلات بالنسبة للقرية تدفع الاهالي لتدبر الامر سواء بالاتفاق مع اصحاب المركبات الخاصة لنقلهم وكذلك هو حال المعلمين والمعلمات من غير ابناء القرية او ان يتشارك البعض في تكلفة سيارة الاجرة مضيفا " لابد من ايجاد حل لمشكلة المواصلات هذه"..











روائح كريهة تؤرق الطبيعة

بالرغم من دفء احضان الطبيعة في قرية السليحي وجاذبية منظرها العام كونها مزدانة بوشاح من الخضار لكثافة الاشجار , الا ان معاناة الاهالي لا تقف عند مشكلة المواصلات بل تتعداها الى اكثر من ذلك بفعل انبعاث الروائح الكريهة من محطة التنقية.

وفي هذا الصدد اكد الحاج عبدالحميد العدوان انه بفعل ٍالروائح الكريهة المنبعثة من المحطة والتي تطبق على انفاس السكان يزداد انتشار الحشرات في فصل الصيف مبينا ان معالجة هذه الروائح باستخدام المواد الكيماوية والادوية تحدث عند زيارة المسؤولين للمنطقة او المرور بها فقط مضيفا " وينتهي الامر مع انتهاء الزيارة فيما يبقى المواطن يعاني من جراء الروائح الكريهة".

وهذا ما ذهب اليه خالد عرسان الذي مضى الى القول " ان وجود محطة التنقية على اراضي القرية فاقم من مأساة الاهالي لا سيما ان الروائح الكريهة باتت تطال الجميع" مشيرا الى ان محطة التنقية الجاثمة عند مدخل القرية قد اثر على سعر الاراضي من حولها موضحا ان هنالك من 3-4 آلاف دونم تحيط بها وهي غير مأهولة بالسكان .

غير ان الحاج عيد افاد بأن سعر الاراضي في القرية وكذلك الامر بالنسبة للمنطقة برمتها تأثر سلبا وذلك بسبب وجود المحطة في الجوار لافتا النظر الى تأثيرها أي "محطة التنقية" على المزروعات,وفي الوقت ذاته غير مستبعد بأن يكون مرض اطفال القرية ناجما عن انبعاث الروائح الكريهة.











خطورة تلوث المياه

ولم يفت ابن القرية خالد عرسان الحديث عن المخاطر التي تحدثها المحطة عدا عن دورها في انتشار الحشرات صيفا اذ مضى قائلا:" في فصل الشتاء تتجمع مياه الامطار لتصب في ذات خط المجاري الخاص بالمحطة وعندما يضطرون الى فتح المصارف باتجاه مجرى وادي السليحي وهو المخصص لتصب مياهه في سد ", مؤكدا ان مثل هذا الامر يجعل من مياه نبع السليحي عرضة للتلوث ويؤثر سلبا على الاراضي الزراعية ومنتوجاتها مشيرا الى ان مزارعي القرية يعتمدون بشكل كبير في ري مزروعاتهم على مياه الوادي.

وفي سياق متصل بين عرسان ان القرية في فصل الصيف تشهد انتشارا واسعا للحشرات وخاصة البعوض معربا عن اسفه لعدم قلة الاهتمام بغية التخفيف من شدة وطأة الروائح الكريهة واثرها على القاطنين في المنطقة.