لم يرد مصطلح الإرهاب في القرآن الكريم، وإنما وردت لفظة (الرهبة) من خلال مشتقاتها، ولكن ليست ذات دلالة اصطلاحية تترادف مع المصطلح الشائع الآن، وإنما لها دلالة اصطلاحية لما يطلق عليه في الاستراتيجية (الردع) الذي يعني تخويف الطرف الآخر عن طريق خلق شعور لديه بأن مخاطر الإقدام على عمل يضر مصلحة الآخر أكبر بكثير مما قد يجنيه جراء الإقدام على تنفيذ خطته.
وإذا أدركنا أن مصطلح الإرهاب ينصرف إلى استخدام أو التهديد باستخدام القوة (غير المشروعة) ضد أبرياء (مدنيين) لتحقيق أهداف سياسية تتعدى دائرة الفعل المباشر لتشمل أطرافاً أخر، فإن الإسلام يرفض هذا النمط من التعامل سواء أكان على مستوى الفرد أم على مستوى الأمة والأمم الأخرى، انطلاقاً من مبادئ أساسية مهمة منها اختصاص العقوبة بالفاعل وعدم جواز تعديها للآخر، ولعل قوله تعالى (ولاتزِرُ وازرة وزِر أخرى) (فاطر/18) خير تأكيد على ذلك، وأن السلم مقدم على الحرب في العلاقة مع الآخر.