"فقد لمست حماس المزارعين في عجلون والأغوار، والصيادين في العقبة للعطاء والإنتاج، إذا ما توفرت لهم وسائل الدعم والمشورة الفنية اللازمة. وأسعدني شغف المتقاعدين العسكريين للتدرب على مهارات الحاسوب الحديثة، وانطلاقاً من كل ذلك، فإننا نودُّ إنشاء صندوق خاص، بمثابة مظلة مؤسسية يساهم بدعم الجهود التنموية والاجتماعية والتعليمية، ومشاريع محددة، كتلك التي تحدثنا عن نماذج منها".كانت الكلمات آنفة الذكر التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في الحادي والعشرين من شهر رمضان لعام 1422هـ، الموافق السادس من كانون الأول لعام 2001م تمثّل انطلاقة صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية؛ ليعمل كمؤسسة غير حكومية، تسعى إلى تحقيق التنمية في كافة محافظات ومناطق المملكة، وليسهم بدعم الجهود التنمويّة الاجتماعيّة والتعليميّة، من خلال إقامة مشاريع وطنيّة تنمويّة؛ تهدف إلى توزيع مكاسب التنمية المستدامة، عبر الشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني؛ بما يؤدّي إلى تحسين مستوى معيشة المواطن.وخلال السنوات السبع الماضية، سعى الصندوق جاهداً للإسهام في دفع عجلة التنمية المستدامة، من خلال الاستثمار الأمثل لطاقات وإمكانات أبناء الوطن الكامنة، وتعزيز إنتاجيتهم، عبر تدريبهم وتأهيلهم، ودعم أنشطة الإبداع والتميّز بمختلف أشكالها؛ وصولاً إلى مستوى متميّز في الموارد البشريّة المؤهّلة، التي تعدُّ ركيزة أساسيّة من ركائز التنمية المستدامة التي ينشدها الوطن، وحقّق العديد من الإنجازات، التي استفادت منها شريحة واسعة من أبناء الوطن.واليوم، وبعد سبعِ سنوات من الإنجاز، يتطلّع الصندوق لمزيد العمل التنموي، الذي ينعكس إيجاباً على مستوى معيشة المواطنين. الصندوق ينفّذ الرؤى الملكيّة
منذ الأيام الأولى لانطلاقته، بدأ صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية بتنفيذ الرؤى الملكيّة السامية، من خلال طرح العديد من المبادرات والبرامج الرياديّة والأنشطة الهادفة؛ تحقيقاً لرسالته النبيلة، وتمحورت أنشطته حول مجالين رئيسيين هما: برامج ومبادرات ذات طابع تنموي غير ربحي تهدف إلى دعم برامج التأهيل والتدريب، وتمكين قدرات المواطنين؛ بقصد الإسهام في تحسين مستواهم المعيشي، وتشجيع الإبداع والتميز، خصوصاً لدى قطاع الشباب؛ بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع استثمارية ربحيّة تهدف إلى الإسهام في تحقيق التنمية الشاملة في مختلف محافظات المملكة، من خلال تأسيس مشاريع إنتاجية ريادية للمواطنين؛ للإسهام في الحدِّ من نسب الفقر والبطالة.ويرتكز الإطار العام لاختيار البرامج والمبادرات التي ينفّذها الصندوق على مبادئ أبرزها: المساهمة في تنفيذ المبادرات الملكية، والعمل على مأسستها، والإسهام في تدريب وتأهيل المواطنين بما ينسجم مع الاحتياجات الفعلية الحالية والمستقبلية لسوق العمل، وإتاحة الفرص أمامهم لتطوير قدراتهم المعرفية وتوفير الوسائل اللازمة لذلك، واستهداف شريحة واسعة من المستفيدين خصوصا في المناطق النائية، ووضع أسس واضحة لاختيار المستفيدين منهم، بالإضافة إلى الانسجام مع المبادرات الوطنية في كافة المجالات.
أما الإطار العام لاختيار المشاريع الاستثمارية فيرتكز على مبادئ أخرى تتمثّل بالتعاون مع القطاع الخاص؛ للمبادرة بتأسيس مشاريع إنتاجية ريادية، وإتاحة المجال للقطاع الخاص لإدارة المشاريع الاستثمارية، التي توفّر فرص عمل مناسبة (دائمة ومؤقّتة) للمواطنين، للإسهام في الحدِّ من البطالة بين المواطنين، بحيث تحقق عائداً معقولاً على رأس المال، بالإضافة إلى الإسهام في تعزيز الإنتاجية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المحلية.
أهمِّ الإنجازات في مجال البرامج والمبادرات
أطلق الصندوق العديد من المبادرات والبرامج، وعقد عدداً كبيراً من الأنشطة منذ انطلاقته في مختلف المجالات، استفاد منها عددٌ كبير من أبناء الوطن من مختلف مناطق المملكة.
المراكز المجتمعية لتكنولوجيا المعلومات (محطّات المعرفة)
ومن أولى المبادرات التي أطلقها الصندوق مبادرة تمكين الأردنيين في مجال تكنولوجيا المعلومات، التي تهدف إلى إكساب المواطنين خبرات عمليّة في مهارات الحاسوب وغيرها، التي تؤهّلهم لدخول سوق العمل، وتنفيذا لأهداف المبادرة أنشأ الصندوق (155) محطة معرفة، مزوّدة بأجهزة حديثة، تنتشر في جميع محافظات ومناطق المملكة، وقد وفّرت هذه المحطات فرص عملٍ دائمة لعدد من الشباب، إذ بلغ عدد العاملين فيها (157) شابّاً، واستفاد من خدماتها أكثر من نصف مليون مواطن حتى الآن، وما يزال الصندوق بصدد إنشاء محطّات معرفة جديدة في مختلف مناطق المملكة.وفي مجال تمكين المواطنين في مجال تكنولوجيا المعلومات ذاته، أطلق الصندوق برنامج تأهيل المتقاعدين العسكريين في مجال تكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع مؤسسة المتقاعدين العسكريين، وتشرف عليه اللجنة الملكيّة للمتقاعدين العسكريين، ويقدّم الصندوق التمويل اللازم للبرنامج، وقد بلغ عدد المتدربين حوالي (9800) متدرب منذ إطلاق المبادرة في عام 2001م، حصل منهم حوالي (500) متقاعد على فرص عمل.
المنح الدراسيّة
ولأن الارتقاء بقطاع التعليم من أهمِّ متطلّبات التنمية، أخذ الصندوق على عاتقه إطلاق العديد من المبادرات، وتمويل العديد من الأنشطة التي تهدف إلى الارتقاء بهذا القطاع المهم والحيوي، فقد أطلق الصندوق برنامج تمويل المنح الدراسيّة للطلبة المتفوّقين غير المقتدرين عام 2004م، استفاد منه حتى الآن قرابة (1556) طالباً من كِلا الجنسين، بواقع 312 منحة دراسيّة كلَّ عام، ويأتي هذا البرنامج؛ تعزيزاً لمبدأ تكافؤ الفرص، وإتاحة المجال أمام الطلبة للحصول على فرصٍ تعليميّة متساوية، بغض الطرف عن إمكانياتهم الماديّة.ولتشجيع الشباب، خصوصاً الإناث منهم، للإقبال على دراسة تخصص التمريض؛ من أجل سدِّ النقص الحاصل في هذا القطاع، ساهم صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية بتأسيس صندوق الأميرة منى للتمريض، الذي يمنح 30 منحة سنوياً استفاد منها 90 طالباً وطالبة حتى الآن، ضمن برنامج يهدف أيضاً إلى زيادة فرص التعليم للمتميزين من خريجي الدبلوم المتوسط من خلال التجسير مع الجامعات الحكومية، كما عمل على تمويل (15) منحة ماجستير في مجال الفيزياء النووية في جامعة البلقاء التطبيقية والجامعة الأردنية.أما على المستوى الخارجي فقد قدّم الصندوق منحة لدراسة الدكتوراه في مجال الاقتصاد و(4) منح لدراسة الماجستير في مجال العلوم السياسية والمجالات التنموية بالتعاون مع جامعة (London School of Economics)، بالإضافة إلى تقديم (5) منح لدراسة الماجستير مع برنامج (-British Council Chevening)، إذ يتم دعم منحتين سنوياً ضمن هذا البرنامج، ومنحتي دكتوراه بالتعاون مع جامعة (Durham) في مجالي الحاسوب وعلوم الأرض.ويأتي تمويل الصندوق للمنح الدراسيّة الخارجيّة إسهاماً منه برفد الوطن بالكفاءات والخبرات اللازمة، ودعماً للطلبة المبدعين والمتفوقين للدراسة في الجامعات العالمية المتميزة لرفد الأردن بكفاءات عالية ومتخصصة، ويتم اختيار المستفيدين من المنح الخارجية على أسس تنافسية تجسّد مبدأي العدالة والشفافية.
تأهيل الشباب لدخول سوق العمل
أنشأ الصندوق عام 2004م مكاتب خاصّة للإرشاد المهني في 19 جامعة؛ لتقدّم خدمات الإرشاد المهني والمشورة الفنية وعقد الدورات المختصّة وورش العمل في مجالات مهارات الاتصال والانتقال لسوق العمل، إلى جانب مساعدة الطلبة الخريجين للحصول على فرص عملٍ (دائمة ومؤقّتة)، وقدّم الصندوق من خلال هذه المكاتب (846) دورة تدريبيّة، استفاد منها (41797) طالباً من كِلا الجنسين. ووفّر الصندوق عبر مكاتب الإرشاد المهني (11786) فرصة عمل دائمة للطلبة الخريجين، بالإضافة إلى (5591) فرصة عملٍ مؤقتة.وتعزيزاً لحظوظ الطلبة الخريجين في الحصول على فرص عملٍ، وللإسهام في تخليصهم من شبح البطالة الذي ينتظرهم عقب التخرّج أطلق الصندوق العام الماضي برنامج (طريقك إلى مهنتك) الذي يهدف إلى تطوير مهارات التوظيف الأساسيّة لدى الطلبة الخريجين، وإكسابهم خبرات عمليّة ومهارات عن طريق التعليم التجريبي، تمهّد الطريق أمامهم لكسب فرص العمل، وربط مهاراتهم باحتياجات سوق العمل، وإتاحة الفرصة لأرباب العمل للوصول إلى نخبة من الخريجين ذوي الخبرة العمليّة والكفاءة، واستفاد من المرحلتين الأولى والثانية من البرنامج حتى الآن (84) طالباً من كِلا الجنسين، تدرّبوا في العديد من الشركات والمؤسسات الحكوميّة والخاصة، حصل عدد منهم على فرص عملٍ دائمة.وينوي الصندوق في المراحل المقبلة التوسّع في البرنامج وتطويره؛ ليشمل شريحة أكبر من المستفيدين، وليسهم في رفد سوق العمل بالخبرات والمهارات.وفي المجال ذاته، تنظّم مكاتب الإرشاد المهني في الجامعات، التابعة للصندوق، على فترات محدّدة من العام الدراسي، أياماً وظيفية لمختلف الجامعات؛ تهدف إلى ربط الطلبة الخريجين بأرباب العمل، وتمهّد الطريق أمامهم لعرض خبراتهم وإمكاناتهم التي تؤهّلهم للحصول على فرص عمل.
دعم الإبداع والبحث العلمي
أطلق الصندوق عام 2004م برنامج تمويل مشاريع التخرّج، ويعكف الصندوق منذ ذلك العام على دعم العديد من مشاريع التخرّج، ذات الطابع التطبيقي في مجالات العلوم والتكنولوجيا، التي تشكّل إضافة نوعيّة في مجال البحث العلمي، وقد موّل الصندوق حتى الآن (96) مشروع تخرّجٍ، استفاد منها (300) طالب وطالبة.ويصل سقف التمويل الذي يقدّمه الصندوق لمشروع التخرّج إلى خمسة آلاف دينار؛ شريطة أن يكون المشروع مخصصاً لغايات التخرّج في الجامعة، وذا طبيعة إبداعيّة تطبيقيّة، ومرتبطٌاً بإحدى مؤسسات القطاع الصناعي أو المؤسسات الوطنيّة، وأن يحقق إضافة نوعيّة في مجال البحث العلمي.وفي الإطار ذاته، أطلق الصندوق برنامج تمويل براءات الاختراع الذي يهدف إلى تحفيز فكر الريادة والإبداع والابتكار لدى الشباب، ومأسسة عملية تسجيل براءات الاختراع خارج المملكة، ويوفّر الصندوق الدعم المادي والتقني اللازم لتسجيل براءات الاختراع الناتجة عن مشاريع البحوث العلمية التطبيقية التي ينفذها الشباب، وقد أنجز في هذا المجال تسجيل براءتي اختراع في الولايات المتحدة الأمريكية، وباشر بإجراءات تسجيل خمس براءات اختراع جديدة، كما دعم الصندوق مسابقة oصُنع في الأردنa التي نظمها مركز الملكة رانيا للريادة.
برامج دولية للتبادل الثقافي والحوار
وعمل الصندوق على إشراك الشباب في دورات دوليّة حول مهارات القيادة والريادة (UNI-ILI) بالتعاون مع جامعة الأمم المتحدة/معهد القيادة الدولية، تهدف إلى تمكين الشباب وإكسابهم مهارات قيادية لخلق جيل قيادي واعٍ بقضايا التنمية ومبادئ الحاكمية الرشيدة، (UNI-ILI)، وقد استفاد منه حتى الآن (110) مشاركين من كِلا الجنسين. كما تفاعل الصندوق مع برنامج نادي الشباب المتوسطي للتكنولوجيا MYTecC- بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP-ICTDAR) وCISCO، وتبنّى تطبيقه في المملكة، ويتم من خلاله تدريب طلبة المدارس على استخدام البرامج التكنولوجية ومهارات الاتصال باللغة الانجليزية بالإضافة إلى أنشطة اجتماعية، وقد بدأ البرنامج في مراحله الأولى بتدريب (54) طالبا وطالبة لمدة سنتين، على أن يتم خلال المراحل المقبلة التوسّع في البرنامج؛ ليشمل كافة مناطق المملكة.
وفي إطار مشابه تفاعل الصندوق مع برنامج (East-West Initiative)، الذي يعكس التبادل الثقافي والحوار، إذ شارك (70) شاباً وشابة من الأردن ومثلهم من الولايات المتحدة الأمريكية في البرنامج والذي استمر لمدة (3) أيام.
دعم مشاركة الشباب في الأنشطة الداخليّة والخارجيّة
وأخذ الصندوق على عاتقه منذ التأسيس دعم أنشطة الإبداع والتميّز الشبابي، فوفّر نافذة تقدم الدعم المادي اللازم لدعم الأنشطة الشبابية والتدريبية داخل وخارج المملكة؛ بهدف توفير الفرص للشباب؛ من أجل المشاركة في الأنشطة الشبابية المحلية والدولية، وإزالة العوائق المادية التي تحول دون ذلك.
وفي هذا الإطار، تم ترشيح (1700) شاب وشابة؛ للمشاركة في المعسكرات الشبابية بالتعاون مع مؤسسات شبابية وطنية، وإيفاد أكثر من 150 طالباً وطالبة من المتميزين؛ للمشاركة في أنشطة مختلفة خارج المملكة، كما دعم العديد من الطلبة للمشاركة في مؤتمرات وأنشطة محلية في مجال تخصصاتهم.
ملتقى شباب الأردن
وكان للصندوق دور في تنظيم الملتقيات الشبابية التي من أبرزها؛ ملتقى شباب الأردن الأول والثاني عامي 2003 و2004م، برعاية ملكية سامية، بمشاركة عددٍ من الطلبة المتفوقين في الجامعات، وعدد من المسؤولين من القطاعين العام والخاص؛ للاستماع إلى مقترحات الطلبة حول الإطار العام والآليات اللازمة لدعم تميز وإبداع الشباب.وسعى الملتقى إلى توسيع قاعدة المشاركة الشبابية في الجامعات؛ بمنحهم الفرصة في التعبير عن وجهات نظرهم وآرائهم المتعلقة بعناوين الجلسات الحوارية، ومساعدة صنّاع القرار على الاطلاع على وجهات نظر وآراء الشباب في مختلف القضايا الوطنية، بالإضافة إلى توعية الشباب في التحديات الوطنية ودورهم في مواجهة هذه التحديات.
هيئة شباب كلّنا الأردن
انطلقت هيئة شباب كلّنا الأردن، التي تمثّل الذراع الشبابية لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية إلى حيّز الوجود بمبادرة من جلالة الملك في شهر تشرين الأول من عام 2006م؛ ترجمة لتوصيات ملتقى شباب كلنا الأردن الذي عقد في البحر الميت في أيلول من العام ذاته.
وتحمل الهيئة التي يوفّر لها الصندوق الإطار المؤسسي والقانوني رسالة هادفة تتمثل بتعزيز مشاركة الشباب سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وتفعيل مشاركتهم في الحياة العامة، والوصول إلى شراكة حقيقية مع المؤسسات الفاعلة في الميدان الشبابي في المحافظات كافة، وتهدف من وراء ذلك إلى نقل الرؤية الملكية السامية حول القضايا المحلية والإقليمية للشباب في جميع محافظات المملكة، وتعزيز قيم الانتماء والولاء لدى الشباب، بالإضافة إلى دعم الشباب المتميز وجعلهم قادرين على التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم، وكذلك تفعيل دور الإعلام الذي يجب أن يعطي مساحات كبيرة للشباب من اجل التعبير عن طموحاتهم وآرائهم بحريّة مسؤولة.
واستطاعت الهيئة خلال عامين من العمل الدؤوب أن تحقق إنجازات غير مسبوقة في إطار العمل الشبابي، إذ أنها وصلت من خلال مقارّها الاثني عشر المنتشرة في كافة محافظات المملكة إلى أكثر من 30 ألف شاب من كِلا الجنسين، تدرّب منهم (22211) شاباً وشابة؛ لتمكينهم وتأهيلهم بمهارات مختلفة.
ومن أبرز الإنجازات التي حققتها الهيئة إطلاق (6) مبادرات شبابية، تلبّي طموحات الشباب وتدعم إبداعهم وتميّزهم وهي جائزة فرسان التغيير التي حاز عليها خلال العام الحالي (6) فائزين ممن ساهموا في تغيير إيجابي بمجتمعاتهم في مجالات مختلفة، والمجلس الوطني للإبداع والتميز، ومبادرة نادي الحوار الشبابي التي تم خلالها إنشاء (75) نادياً للحوار الشبابي، وتنظيم (83) جلسة حوارية بمشاركة (30890) عضواً، ومبادرة صندوق تمويل المشاريع الريادية الصغيرة، الذي تم من خلاله تمويل (67) مشروعاً ريادياً للشباب، بالإضافة إلى بطاقة هوية الطالب الجامعي، التي تؤهّل أعضاء الهيئة من الطلبة للحصول على امتيازات وخصومات على احتياجاتهم من المواد الدراسيّة والدورات التدريبيّة وغيرها، وأخيراً برنامج تعزيز دور الشباب في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، المتمثّل بإجراء مسوحات ميدانية وعرض النتائج أمام جلالة الملك أثناء زيارته للمحافظات.
(الحكي إلنا).. منبرٌ إعلاميٌ للشباب
وبهدف إيجاد منبر إعلامي يعبر عن واقع وطموحات الشباب، ويناقش قضاياهم ومشاكلهم؛ قام الصندوق بالتعاون مع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بإنتاج وإعداد البرنامج الشبابي الحكي إلنا، بإشراف الإعلامي عروة زريقات، وبمشاركة عددٍ من الشباب، والبرنامج مستمر منذ أربع سنوات في عرض قضايا وهموم الشباب، ونشر إبداعاتهم وقصص نجاحهم.وأنتج الصندوق حتى الآن حوالي (144) حلقة من البرنامج على مدار السنوات الأربع، زاد عدد المشاركين فيها على (28000) شاب وشابة من كافة محافظات ومناطق المملكة، شارك بعضهم في إعداد البرنامج. وتبنّى البرنامج رعاية عددٍ من المواهب الإعلاميّة الشابة، وتولّى تدريبهم وتأهيلهم، من خلال الانخراط العملي في إعداد التقارير الميدانيّة، والدراسة والبحث، ومؤخّراً أتيحت لعددٍ منهم فرصة تقديم البرنامج؛ ليكون البرنامج بذلك رائداً في تأهيل الإعلاميين الشباب. ويتم الآن الإعداد لحلقات جديدة من البرنامج بشكل متطوّر، يلبي طموحات جمهوره العريض، ويركّز بشكل أكبر على قصص نجاح الشباب، ومتابعة إبداعاتهم، إلى جانب عرض قضاياهم ومشاكلهم بواقعيّة تامة.
استضافة ودعم مؤتمرات عالمية
(المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤتمر النوبليين)
ولدعم جهود الأردن في اكتساب مكانة مهمة على الخريطة العالميّة، وجعله محجّاً لتبادل الخبرات والأفكار والحوار، أخذ الصندوق على عاتقه دعم واستضافة كبرى المؤتمرات العالميّة، التي من أبرزها المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي وفّر الصندوق له المظلة المؤسسية اللازمة لانعقاده المنتدى الاقتصادي العالمي خلال الأعوام 2003، 2004، 2005، 2007 وللعام المقبل 2009م، بالإضافة إلى توفير المظلة المؤسسية اللازمة لانعقاد مؤتمر البترا للحائزين على جائزة نوبل، الذي شهدت الدورة الماضية منه إطلاق مبادرة جلالة الملك oصندوق دعم المشاريع العلمية في الشرق الأوسطa الذي يعمل تحت مظلة الصندوق، بالإضافة إلى دعم 12 مؤتمراً نظّمته مؤسسات محليّة، وقد تخلّل هذه المؤتمرات مشاركة شبابية واسعة من الأردن وعدة دول في المنطقة، بقصد إشراك الشباب في قضايا العالميّة، وإكسابهم المزيد من الخبرات والمكتسبات.
المشاريع الاستثماريّة
حقق الصندوق كمّاً جيّداً من الإنجازات في مجال المشاريع الاستثماريّة، التي نفّذها في عدد من القطاعات؛ لدفع العمليّة التنموّية إلى الأمام، والإسهام في تحسين الوضع المعيشي للمواطن، من خلال توفير فرص عمل مناسبة، من خلال هذه المشاريع.ففي القطاع الزراعي نفّذ الصندوق ثلاثة مشاريع زراعية في كل من: القاسمية، ودير علا، وغور الصافي، استخدمت فيها تقنيات زراعية حديثة، وموارد بشريّة مدرّبة، ساهمت بإنتاج خضراوات وفواكه ذات جودة عالية، تعمل على رفد السوق المحلّي بالمنتج الوطني، وتمّ من خلالها توفير فرص عملٍ دائمة وموسمية لأبناء المناطق المجاورة للمشاريع، ساهمت في الحد من ظاهرتي الفقر والبطالة المنتشرتين في تلك المناطق.
وفي قطاع السياحة تمّ إنشاء قصر الحسين بن طلال للمؤتمرات في البحر الميّت؛ لاستضافة المؤتمرات العالمية والإقليمية التي ساهمت بشكل كبير في ترويج منطقة البحر الميت سياحياً واستثمارياً، حيث أقيمت فعاليّات عالميّة كبرى، من أبرزها المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) وغيره من المحافل الهامّة، بالإضافة إلى البدء بتنفيذ مشروع سمارة ومنتجع البحر الميت، وقد وفّرت هذه المشاريع أيضاً فرص عملٍ دائمة ومؤقتة لأبناء المنطقة.وانسجاماً مع إطلاق جلالة الملك للمناطق التنمويّة في عدد من المحافظات فقد تأسست شركة تطوير معان بالشراكة مع جامعة الحسين بن طلال، ومؤسسة المدن الصناعية، وتم إعداد المخطط الشمولي لمنطقة معان التنموية من قبل شركة عالمية متخصصة، بالإضافة إلى البدء بتنفيذ مشروع سكن الطلاب الذي أمر به جلالة الملك.ولتوفير سبل العيش الكريم للمواطنين تم إنشاء (10) فروع للبنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة.
وقد بلغ عدد القروض المقدّمة حتى الآن (40) ألف قرض بقيمة إجمالية بلغت (29) مليون دينار، وبلغ عدد المستفيدين (28) ألف مواطن، كما وفّر هذا المشروع عدداً كبيراً من الوظائف، إذ بلغ عدد الموظفين (117) موظفاً، ويتم حالياً العمل على فتح ثلاثة فروع جديدة.أما في القطاع الصحي فقد تم توقيع اتفاقية تعاون ثنائي بين معهد الحسين للتكنولوجيا الحيوية والسرطان والمركز القومي للسرطان في أمريكا، حيث قام جلالة الملك عبدالله الثاني بوضع حجر الأساس للمعهد في شهر آذار من العام الحالي 2008م، ويجري العمل حالياً على استكمال المخططات النهائية للتصميم الهندسي للمشروع، وستبدأ أعمال البناء مطلع العام المقبل 2009. وسيتم تنظيم عدد من المؤتمرات الإقليمية، كما تم الاتفاق على تعاون بين مؤسسات مختلفة والعمل على شراكات دولية استراتيجية.
وفي قطاع تكنولوجيا المعلومات ساهم الصندوق بتوريد منظومة التعليم الالكتروني (Eduwave) وتطبيقها في كافة مدارس المملكة، إلى جانب المساهمة في (5) شركات محلية؛ للنهوض بقطاع تكنولوجيا المعلومات، وتمكينها من تنفيذ برامجها وخططها التوسعية.وتحقيقاً لمبدأ الشراكة، وتمكين المؤسسات الوطنيّة من تحقيق إنجازاتها، دعم الصندوق (33) مؤسسة أردنية؛ لتنفيذ برامج ومشاريع اجتماعية، وعلمية، وثقافية، ورياضية مختلفة.