قلما يجد الإنسان مكانا يتوفر فيه علاج للجسد والنفس معا ، او بلدا يجد فيه مبتغاه عندما يقصده من أجل الاستشفاء ، فيصيد عصفورين بحجر واحد: العلاج من أمراض الجسد ، والترويح عن النفس.
فقد أكرم الله تعالى بلدنا الحبيب الأردن بكل المقومات السياحية من الترويح عن النفس ، والعلاج الطبيعي والغوص في أعماق التاريخ للأمم السابقة من خلال ما تركوه من آثار ، والاماكن الدينية والطقس المعتدل والطبيعة الخلابة والمياه الحارة الغنية بالأملاح ، إلى الطين البركاني ، الأمر الذي جعل هذا البلد وجهة سياحية وعلاجية يؤمها الكثير من طالبي الراحة والاستشفاء من الأمراض المختلفة.
ويعتبر الأردن من الدول المتقدمة في مجال السياحة العلاجية ، فبالإضافة إلى الاستشفاء الطبيعي بالمياه المعدنية وشلالات المياه الساخنة والطين البركاني وكثرة المستشفيات المتقدمة والأطباء المرموقين والمعروفين عالميا ، يتمتع الأردن بموقع مناخي فريد من نوعه في المنطقة ، مما وفر له فرصا مميزة في مجال السياحة العلاجية نالت شهرة عالمية بما توفره من وسائل علاجية حققت نجاحات كبيرة في المجال العلاجي منها البحر الميت والمنتجعات الواقعة عليه وفي حمامات ماعين ومنطقة الزارة ذات المياه الساخنة المعدنية العلاجية والحمة الأردنية وحمامات عفرا. فتعريض الجلد للاشعاع الشمسي بصورة مباشرة ، او غير مباشرة ، يؤثر سلبا في جهاز المناعة للجسم ، إلا ان اشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة ، تصبح ضعيفة فوق منطقة البحر الميت ، مما ينعكس إيجابا على جهاز المناعة.
أهم المنتجعات العلاجية
البحر الميت
يعتبر سطح البحر الميت أعمق نقطة يابسة في العالم فهو يقع على عمق م417 تحت سطح البحر وتتميز منطقته بطقسها المشمس على مدار العام ، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة 30,4 درجة مئوية ، كما ان الأشعة الشمسية في المنطقة من النوع غير الضار بصحة الإنسان. أما الهواء فهو نقي وجاف ومشبع بالأوكسجين.
ويشتهر البحر الميت بالطين الأسود الغني بالأملاح والمعادن. وتتميز مياهه بارتفاع نسبة المعادن الطبيعية فيها ، وخاصة الكالسيوم ، والمغنيسيوم ، البرومين ، كما أن التركيبة الملحية والمعدنية لهذه المياه تعتبر من أهم مصادر العلاج الذي يتوافر بإشراف مختصين خبراء في مراكز العلاج الطبيعي ، حيث يقال ان الأملاح الموجودة به تشفي كثيرا من الأمراض الجلدية مثل الصدفية والحساسيات الجلدية المتنوعة. ويقال أنه تم إكتشاف المزايا العلاجية لمياه وطين البحر الميت قبل حوالي (2000) سنة منذ ايام هيرودوس الكبير.
وتعد المعالجة المناخية من أهم وسائل العلاج في البحر الميت ، التي تحقق نسبة عالية من النجاح في معالجة العديد من الأمراض المزمنة من دون ان تكون لها اعراض جانبية. وتكمن طريقة العلاج في التعرض لأشعة الشمس لفترات بشكل تدريجي والاستحمام في مياه البحر الغنية بالمعادن.
وأولى وسائل العلاج في البحر الميت هي الاستحمام فيه لغناه بالمعادن التي تساعد على تقوية التأثير الشافي لأشعة الشمس. وقد ثبت ان معالجة داء الصدفية فيه ، أدت إلى شفاء ما نسبته 70 إلى 85 في المائة من الحالات المعالجة ، مما شجع الأطباء على توصية المرضى بالعلاج في منطقة البحر الميت من الامراض الجلدية المزمنة مثل الاكزيما.
ومن وسائل العلاج في البحر الميت المعالجة بالاستحمام من خلال حزمات الطين المعدني والكبريتيد في البحر لمعالجة امراض المفاصل ، حيث حقق برنامج المعالجة في منتجعات البحر الميت للمرضى المصابين بالتهاب المفاصل رقما قياسيا في تخفيف وحتى إزالة التصلب والآلام الناتجة عن المرض من خلال الاستحمام يوميا في البحر الميت او بحزمات الطين المعدني ، ويجري ذلك بتغطية جسم المريض بالطين الساخن من البحر الميت لمدة 20 دقيقة يوميا على مدار شهر.
ويتم علاج معظم الامراض الجلدية وخاصة الصدفية اضافة الى امراض المفاصل والاوعية الدموية والبُهاق وامراض الدورة الدموية (ارتفاع الضغط العالي) والامراض الصدرية (الازمة الصدرية) وأمراض الجهاز التنفسي وبعض امراض العيون وامراض الاعصاب وبعض الامراض النفسية مثل الاكتئاب الشتوي.
وتساعد اجواء منطقة البحر الميت على تحسين أداء القلب والجهاز القلبي الوعائي. وثبت علمياً ان الأجواء الدافئة والغنية بالاوكسجين في منطقة البحر الميت تساعد المرضى الذين اجريت لهم عمليات في القلب على سرعة الشفاء ، كما يلاحظ انخفاض ضغط الدم عند المرضى الذين يعانون منه بعد مكوثهم يومين في تلك المنطقة.
وقد اعتمدت شركات تأمينات صحية اوروبية منطقة البحر الميت والمراكز العلاجية على ضفافه الاردنية لعلاج مرضاها وخاصة الذين يعانون من الامراض الجلدية وامراض المفاصل المستعصية بعد ان اوصى اطباؤهم بذلك.
حمامات ماعين
تقع حمامات ماعين على بعد 58 كيلومترا جنوب عمان ، بالقرب من البحر الميت ، وتنخفض هذه المنطقة أكثر من 120 مترا عن سطح البحر ، حولها جبال شاهقة داكنة اللون بفعل الحرارة الجوفية ، وفيها عدة شلالات تخرج من الصخور. وتشتهر بمنتجعاتها وعياداتها الطبيعية التي تقدم العلاج للمصابين بالأمراض الجلدية ، وأمراض الدورة الدموية ، وآلام العظام والمفاصل والظهر والعضلات. وتمتاز بينابيعها المعدنية الحارة والتي تصل حرارتها الى اكثر من خمسين مئوية ، وهي ذات خاصية علاجية ممتازة ، وتتدفق هذه المياه على شكل شلال رائع ، وغدت موقعا مهما من مواقع السياحة العلاجية الى جانب البحر الميت. وفي المنطقة فندق خمس نجوم ، وكذلك قرية سياحية متكاملة.
ومن فوائد المياه المعدنية في حمّامات ماعين: تتنوع طرق استخدام المياه المعدنية الساخنة ، التي تمتاز بخصائص استشفائية ، من "الدش بالرشق ، حمام الفقاقيع ، حمام الجاكوزي ، السرير المائي ، إلى الحمامات المتناوبة للقدمين". ويستفاد من المياه المعدنية المتدفقة في العلاج عبر استنشاق البخار المتصاعد الذي يساعد على شفاء الأمراض الصدرية لا سيما لدى المدخنين المزمنين.
الزارة
قبل أن تعرف الزارة.. لم يكن هذا المكان معروفا للناس قبل فتح الشارع البحري الذي كشف عن منطقة كانت تختفي بين الجبال الشاهقة الضاربة على شاطئ البحر الميت.. مياه ساخنة ، وأخرى باردة ، وحياة تنمو عبر الماء تجلب عدة أنواع من الطيور تبني أعشاشها بين أوراق الشجر وعبر شقوق وفتحات في الصخور.. سلسلة من جبال تتواصل وتنخفض شيئا فشيئا ، وعبر طريق متعرجة على ضفاف البحر الجبلية ، تسير بك الطريق نحو واحات صغيرة تتسلق أشجارها الأودية والجبال الشاهقة.. بصمات وآثار تشد الناظر إليها حتى تصل إلى "الزارة" أول واحة كبيرة وجميلة ، تغطي أرضها مجموعة من الأشجار المعمرة وعدد من ينابيع المياه الساخنة التي تتدفق من الجبال وتشكل شلالات يحتجز بعضها في برك تروي قطعا كبيرة من الأراضي الجبلية التي تزرع بالخضراوات المتنوعة ، إلا أن أكبر تلك الينابيع تلك التي تلاصق الشارع والتي يؤمها الناس يوميا وعلى مدار الساعة كأنما هي محاج يغتسل فيها الناس ويشعرون بالحيوية والنشاط ، ويجدون الشفاء من أمراض مزمنة أو آلام في الجسد تزول بغسل الجسد وتدليكه. فتجلبك "الزارة" إليها لتكرر الزيارة مرات ومرات.
مياه الجبال الساخنة ومياه الينابيع الباردة ، كلاهما يتنافسان على تقديم وسائل الراحة أو العلاج ، المياه المشبعة بالملح والمواد الكيماوية ، والمعالجة لكثير من الأمراض الجلدية وغير الجلدية التي شفي منها الكثيرون حتى غدت وصفة طبية نجحت في القضاء على كثير من الأمراض ، والتي تشكل مصدرا من مصادر الجلب العلاجي والترفيهي ، وخاصة في فصل الشتاء والربيع.
الحمّة الاردنية
تقع الحمة على بعد 100 كيلومتر تقريبا إلى الشمال من عمان ، وعلى بعد 40 كيلومتر من مدينة اربد ، وهي من أهم مواقع العلاج والسياحة في المنطقة ، وقد أقيم منتجع يقدم كافة الخدمات السياحية والعلاجية ، ويضم مركزا علاجيا هاما لعلاج الأمراض الصدرية ، والتهابات الجهاز التنفسي ، وأمراض الجهاز العصبي ، والأمراض الجلدية ، وأمراض المفاصل. مع توفر كافة الخدمات العلاجية والسياحية في منتجع وفندق الحمة.
حمامات عفرا
هي حمامات تقع على بعد 26 كيلومتراً شمالي من مدينة الطفيلة في جنوب الأردن تنطلق المياه الحارة من أكثر من 15 مصدرا لتشكل سيول وشلالت تتجمع في برك مائية الممتلئه بالمعادن الشافية. وتمتاز مياه هذه الينابيع بحرارتها واحتوائها على المعادن.
تضم منطقة حمامت عفرا مركز للخدمات السياحية وعيادات طبية لأغراض السياحة العلاجية. مياه حمامات عفرا ذات خصائص علاجية مميزة في معالجة العقم ، وتصلب الشرايين ، وفقر الدم ، والروماتيزم والكثير من الأمراض المزمنة. وقد تم انشاء مركز للخدمات السياحية في حمامات عفرا الى جانب مطعم وعيادة طبية.
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
الأربعاء ديسمبر 15, 2010 8:08 am