ويبدي جلالته حرصاً خاصاً تجاه حزمة مشاريع تنموية كبرى في قطاعات حيوية عديدة كالغذاء، والطاقة، والمياه، والنقل، والاتصالات وتقنية المعلومات لتحقيق التنمية المستدامة.
ومن أبرز هذه المشاريع الرائدة:
مشروع جر مياه الديسي وناقل البحرين، ومشاريع الطاقة البديلة كالتنقيب عن الصخر الزيتي والغاز واستخدام الطاقة النووية، فضلاً عن إنشاء سكة حديد وطنية تجعل الأردن نقطة ربط إقليمية.
ويعتبر جلالة الملك عبدالله الثاني قطاع الزراعة من أهم الأولويات الوطنية، باعتباره ركيزة أساسية للأمن الغذائي وللتنمية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
كما يولي جلالته أهمية كبيرة تجاه رعاية العاملين في هذا القطاع، بالإضافة إلى تدريب المزارعين ومساعدتهم على تحسين نوعية الإنتاج وظروفهم المعيشية، وضرورة استفادة صغار المزارعين من الخبرات التي تعزز من قدراتهم وكفاءتهم، وتضمن مشاركتهم في عملية التنمية المستدامة.
وفي مجال الرعاية الاجتماعية، اهتم جلالته بالقطاعات الخدمية الرئيسية بهدف الارتقاء بمستوى معيشة المواطن.
فكان لجلالته رؤى تطويرية في ما يخص قضية الإسكان.
ورؤيته في هذا المجال تجلت في مبادرة "سكن كريم لعيش كريم" والتي تطمح لتوفير السكن الصحي والآمن بأسعار معقولة لأكبر عدد ممكن من المواطنين، وتتيح فرص الاستفادة منها لذوي الدخل المحدود، والإيعاز لتنفيذ مشروعات إنتاجية وخدمية توفر فرص العمل وتعالج نقص الخدمات في جميع المناطق الأقل حظا، في محافظات المملكة كافة.
وفي مجال الرعاية الصحية يسعى جلالته باستمرار لرفع كفاءة الخدمات الصحية والعلاجية وضمان وصول جميع هذه الخدمات إلى أبناء الوطن كافة، حيث شهدت المملكة تطورا كبيرا في هذا المجال.
ويوجه جلالته باستمرار لتوسيع مظلة التأمين الصحي ليكون شاملاً، وحوسبة وتطوير قاعدة البيانات الصحية.
ويحرص جلالته دوما على دعم المرأة الأردنية وتنمية مشاركتها الفاعلة في عملية اتخاذ وصنع القرار السياسي.
ومن أولويات جلالته كذلك حماية المرأة والأسرة والطفل من كل أشكال الاعتداء والعنف، وتطوير التشريعات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف النبيل.
كما اهتم جلالته بدعم الشباب، من خلال إطلاق برامج عملية وتسليحهم بالعلم والمعرفة، لتمكينهم من مواكبة متطلبات العصر، والإسهام في بناء وطنهم بكفاءة واقتدار.
ويعتز الأردن بأمنه واستقراره، وذلك بفضل قواته المسلحة وأجهزته الأمنية المختلفة، التي يرعاها جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يوليها كل عناية واهتمام، والتي يصفها جلالته بأنها " سياج الوطن وحامي مسيرته وإنجازاته وأمنه واستقراره وديمقراطيته".
وفي خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة الأولى لمجلس الأمة السادس عشر يقول جلالته "سنواصل توفير كل الدعم لجيشنا العربي المصطفوي والأجهزة الأمنية، رعاية وتسليحا وتدريبا، وعملا فاعلا لتحسين مستوى معيشة منتسبيها، الذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل حماية وطنهم ومسيرته المباركة".
وارتقت القوات المسلحة في أدائها لتنهض بمهام تنموية كثيرة فكانت الشريك الفاعل والحاضر في العديد من مبادرات التدريب والتشغيل الوطنية.
وتجذرت الحرفية والمؤسسية في القوات المسلحة لدرجة مكنتها من الحضور بتميز في مجال التطوير والتصنيع العسكري، إضافة إلى مشاركتها في المهمات الأممية لحفظ وإدامة السلام، والأردن اليوم في طليعة الدول المساهمة في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وتصدر الدفاع عن الإسلام ورسالته السمحة، أولويات جلالة الملك عبدالله الثاني.
وفي هذا الإطار، أطلق الأردن "رسالة عمان" عام 2004، التي أقرت من قبل العديد من المؤتمرات الإسلامية التي عقدت في عدد من دول العالم بمشاركة علماء مسلمين يمثلون جميع المذاهب، وتمت ترجمتها إلى العديد من لغات العالم، وكذلك مبادرة "كلمة سواء".
وأطلق جلالته مبادرة "أسبوع الوئام العالمي بين الأديان"، التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في العشرين من شهر تشرين الأول عام 2010، والتي تقوم بموجبها دور العبادة المختلفة في العالم في بداية شهر شباط من كل عام، بالتعبير عن تعاليم دياناتها الخاصة حول التسامح واحترام الأخر والسلام، حيث تأتي هذه المبادرة، في إطار جهود الأردن لبناء جسور التواصل وإزالة المفاهيم المغلوطة بين أتباع الديانات، وتحقيق المزيد من التقارب بين الشعوب.
أما القضية الفلسطينية، فهي في صلب اهتمامات جلالة الملك وأولوياته، باعتبارها القضية المركزية في الشرق الأوسط وجوهر الصراع العربي الإسرائيلي.
وعمل جلالته على توظيف علاقات الأردن مع مختلف دول العالم من اجل إيجاد حل عادل وشامل يكفل للفلسطينيين إقامة دولتهم المستقلة القابلة للحياة على ترابهم الوطني ونيل حقوقهم الوطنية المشروعة، على أساس حل الدولتين في سياق إقليمي شامل يضمن جميع الحقوق العربية وفقاً للمرجعيات الدولية المعتمدة، خصوصا مبادرة السلام العربية.
وجاء في كتاب التكليف السامي لرئيس الوزراء سمير الرفاعي في الثاني والعشرين من تشرين الثاني العام الماضي " وتشكل تلبية الحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين، وخصوصا حقهم في الدولة والاستقلال، شرط تحقيق السلام الشامل الذي نسعى إليه على أساس استعادة جميع الحقوق العربية.
وعلى الحكومة توظيف كل علاقاتنا الدولية، ومواصلة بذل كل ما في وسعها من جهود، لمساندة الأشقاء الفلسطينيين، ودعم مسيرتهم لإنهاء الاحتلال وبناء مؤسسات دولتهم ".
وبمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني قال جلالته في 29 تشرين الثاني الماضي في رسالة وجهها إلى رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني بول بادجي، "انه آن الأوان لوقف الظلم والانتهاكات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وتمكينه من ممارسة حقه الطبيعي والأساسي في تقرير مصيره ونيل استقلاله على ترابه الوطني".
ويبذل الأردن بقيادة جلالته جهودا كبيرة من أجل حماية القدس وأهلها العرب المسلمين والمسيحيين وتمكينهم في أرضهم.
والأردن يحذر باستمرار من خطورة الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تستهدف تغيير معالم المدينة المقدسة وهويتها وإفراغها من أهلها العرب من مسلمين ومسيحيين.
وأمر جلالته بتقديم المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة عدد من الجرحى في الأردن.
حيث سيرت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية قوافل المساعدات المحملة بالمواد الغذائية والطبية والانسانية إلى قطاع غزة، للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني هناك.
وتنفيذا لتوجيهات جلالته تم إرسال مستشفى عسكري ميداني، يضم كوادر من أطباء وممرضين وفنيين وإداريين من الخدمات الطبية الملكية، ومزود بجميع الأجهزة الطبية الحديثة ولكافة الاختصاصات الطبية.
وفيما يتعلق بعلاقات الأردن مع الدول العربية، فقد عمل جلالة الملك عبدالله الثاني، على تمتين هذه العلاقات والإرتقاء بها إلى أعلى المستويات، خدمة للمصالح المشتركة، وتعزيز دور الأردن الإيجابي والمعتدل في العالم العربي.
والأردن بقيادته الهاشمية ما توانى يوما عن المشاركة في جميع القمم العربية التي عقدت.
وكانت عمان محطة مهمة للعرب للتشاور والتحاور في مختلف القضايا التي تمس الوطن العربي، وكانت حاضنة للقمة العربية التي عقدت في عام 2001.
كما أن الأردن شارك في كل الجهود الرامية إلى توحيد الصف العربي ونبذ الفرقة والخلاف بين الأشقاء، ومأسسة العمل العربي المشترك، وبلورة مواقف عربية موحدة للتصدي للتحديات والأخطار التي تواجه الأمة.