الوطن أغلى ما يورثه الآباء للأبناء ، وحبه من الأيمان ، والتفاني في خدمته من أصالة المعدن ، والتفريط فيه من خسة النفس ودناءة الخلق ، إذ أن في الوطن عز الإنسان وكرامته ، فيه ماضيه ، وفيه مستقبله ، فضلا عن حاضره المعاش ، فمن لا يحب وطنه لا يستحق صفة المواطن ، وليس من حقه التنعم في خيرات البلاد ولا العيش في ظلال الوطن
فلقد واجه آباؤنا جور المستعمر بفضل معنوياتهم العالية ، وإيمانهم الراسخ بأهمية هذا الاستقلال لأبنائهم وأحفادهم ، بالرغم من ضعف الإمكانات المادية التي لم تكن تتعدى العصي والحجارة ، حيث كان المستعمر يتحكم في رقابهم وفي أرزاقهم ، فيهين كرامتهم و يحد من تصرفاتهم في عقر دارهم ، وانتزعوا منه حريتهم وأجبروه على رفع يديه من وطنهم ، وتسلموا منه بلدا يئن من التأخر ويشكو من التخلف بسبب تقييد حركته العلمية، وتطوره الاقتصادي وتحجيم توسعه المعماري وتفتيت تناغمه الاجتماعي ، واستلاب هويته الثقافية ، فشمروا عن سواعدهم ، ولم يألوا جهدا ، ولم يدخروا وسعا في سبيل تطوير البلد والنهوض بأوضاعه ، واستعادة هويته ، فواصلوا ليلهم بنهارهم حتى وضعوا البلد على المسار الصحيح في شتى ميادين الحياة بشهادة القاصي والداني ، فورثونا وطنا يعد مضرب المثل في السلام الإقليمي و الاستقرار الاجتماعي ، ومنفتحا على العالم وحاضرا في المحافل الدولية والإقليمية ، ذا خطط للتنمية المستدامة، تتمتع قيادته بطموح جامح لتحديث و عصرنة كافة أجهزة الدولة ونواحي الحياة والذي تمثل بشكل واضح في المشاريع التنموية العملاقة التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله
وها نحن على مشارف الخامس والعشرين من شهر ايار للإحتفال بعيد الإستقلال ، وإنَّ ذكرى كهذه ذات دلالة بالغة تعد فرصة لكل مواطن ليراجع نفسه حول ما قدم للوطن وما ينوي أن يقدم له مساهمة منه في دفع عجلة تقدم الوطن للرقي به ثقافيا وعلميا واقتصاديا ؛ أداءً لحقوق وطنه ، وتخليدا لبصماته في ذاكرة التاريخ الوطني .