الشريف حسين بن علي
وقف الهاشميون وعلى رأسهم الشريف الحسين بن علي منذ قيام الثورة العربية الكبرى عام 1916م موقف المعارض لمطالب الحركة الصهيونية المتمثلة في إقامة الوطن القومي اليهودي. فقد أكد الشريف حسين في رسائله الى أهالي فلسطين وبرقياته الى أعضاء اللجنة التنفيذية العربية على عروبة فلسطين واعتبارها جزء من الدولة العربية التي تم الاتفاق على إقامتها مع بريطانيا. وظهر ذلك في الإعلان الذي أذاعته الحكومة العربية الهاشمية في الحجاز بمناسبة سفر الأمير عبدالله الى لندن عام 1922م الذي تقول فيه "بأنها لا تنحرف قيد شعرة عن الخطة الأساسية وهي الاستقلال التام والوحدة المطلقة للبلاد العربية بأسرها".
كما أصر الشريف حسين في المباحثات التي تمت بينه وبين بريطانيا لتوقيع ما عرف بالمعاهدة الحجازية البريطانية على أن تتضمن المعاهدة الاعتراف باستقلال فلسطين باعتبارها جزء من البلاد العربية. فقد قال علي عباس المالكي مندوب الشريف حسين الى فلسطين عام 1923م في هذا الشأن ما يلي: "أن المعاهدة قد عرضتها على مولاي حكومة صاحب الجلالة البريطانية وفي بعض موادها ما لم يسترح له فؤاده فعدلها تعديلاً مهماً نص فيه على استقلال البلاد الفلسطينية استقلالاً تاماً مطلقاً يخولهم إدارة أنفسهم كمستقلين واختيار طريقة حكمهم لانفسهم فترك هذا التعديل وعد بلفور في حكم أنه لم يصدر أو قضي عليه بالموت ويؤكد لكم جلالة سيدي الملك ان الحكومة الانجليزية إذا لم تقبل ان تكون هذه المعاهدة بهذا التعديل وبما اقترحه عليهم لا يمكن أن يمضيها لهم بل يرفضها بتاتاً كما وأنه يؤكد بأنه لا يمكن أن يذهب شبر أرض من فلسطين ما دام هو أو أحد من أولاده حي على وجه الأرض بل لا بد أن يحافظوا على اقل قرية في فلسطين محافظتهم على البيت الحرام الى آخر نقطة من دمائهم".
وتظهر هذه المواقف اصرار الشريف حسين على ان تكون فلسطين عربية خالصة وضمن الدولة العربية التي أراد اقامتها بقدر اصرارهم على المحافظة على البيت الحرام والقدس الشريف.
واستمر الشريف حسين متمسكاً بالقدس وفلسطين عربية اسلامية. وليس على أدل ذلك من أنه أوصى بأن يدفن في رحاب الحرم القدسي الشريف، وتم له ما أراد عند وفاته عام 1931م.
الملك عبدالله بن الحسين
سار الملك عبد الله على نهج والده الشريف حسين في موقفه من القضية الفلسطينية. فعارض الحركة الصهيونية ومطالبها في فلسطين مشدداً على: "ان فلسطين عربية ويجب ان تبقى عربية إلى ما شاء الله، وأن الصهيونيين ليس لهم فيها أدنى حق". كما كان الأمير عبدالله يدعو العرب لعدم التعامل مع اليهود أو بيع إيجار أو رهن أية أراضي لهم ويلعن كل من يتعامل معهم مباشرة أو بالواسطة أو يسعى لإدخالهم للبلاد العربية. ولذلك أكد على ضرورة الاحتفاظ بالأراضي في فلسطين من خلال دعم صندوق الأمة الفلسطيني. ففي عام 1945م تبرع سموه بحوالي ألف جنيه دعماً لهذا الصندوق فهو يقول موضحاً أهمية هذا المشروع: "ان تشجيعنا لمثل هذا المشروع الجليل سوف يؤدي الى احتفاظنا بأراضي فلسطين عربية ونثبت للأجنبي أننا شعب لا يفرط بعروبته ووحدته".
وقد اهتم الملك عبدالله بدعم القضية الفلسطينية في مختلف جوانبها السياسية والاقتصادية. ظهر ذلك في مواقف عديدة. فقد اشترك وفد أردني في المؤتمر الاسلامي العام الذي عقد في القدس عام 1931م. ورحب الملك عبدالله بجميع أعضاء هذا المؤتمر ودعاهم لزيارته في الشونة وتبادل معهم الحديث حول القضية الفلسطينية والمشاكل المختلفة التي تواجه العالم الاسلامي. وفي عام 1933م قام الملك عبدالله بزيارة للمعرض العربي في القدس الذي أقيم لتشجيع الصناعات العربية ودعا الغرف التجارية الأردنية لشراء البضائع الوطنية.
وعندما ظهرت الدعوات البريطانية لتقسيم فلسطين بين العرب واليهود رفض الأمير عبدالله هذه المشاريع المنادية بالتقسيم مؤكداً على عروبة فلسطين ورفض كل حل مجحف بحق الفلسطينيين.
وقد تجلى اهتمام الأمير عبدالله بفلسطين وما يجري فيها من أحداث من خلال الزيارات شبه الدائمة التي كان يقوم بها للمدن الفلسطينية، إذ حظيت القدس بنصيب كبير من هذا الاهتمام. فمن بين (93) زيارة قام بها الملك عبدالله للمدن الفلسطينية في الفترة ما بين عامي 1922م - 1950م، حظيت القدس بحوالي (41) زيارة. وهذا يظهر العناية الكبيرة التي أولاها الملك عبدالله للقدس. وقد وضح هذا الاهتمام بقوله: "فيها لحد أبي وفيها قومي وأولى القبلتين وثالث الحرمين".
واستشهد الملك عبدالله على أبواب المسجد الأقصى في أثناء استعداده لتأدية صلاة الجمعة في المدينة التي جاهد من أجل بقائها عربية اسلامية. وكان الأمير عبدالله في كل زياراته للقدس حريصاً على زيارة المسجد وقبة الصخرة وتأدية الصلاة فيهما، ومتابعة ما تحتاجه الأماكن الدينية فيها من تعمير وترميم. ففي عام 1950م رعى مشروعاً لتصليح نوافذ المسجد الأقصى ومشروعاً آخر لاعادة بناء كنيسة القيامة.
ولما بدأت الهجمات اليهودية على السكان العرب اثر إعلان بريطانيا في أيار عام 1948م عن انتهاء انتدابها على فلسطين، وإعلان اليهود عن قيام دولة اسرائيل الأمر الذي رفضه الفلسطينيون والعرب قدم الملك عبدالله المساعدات العسكرية للفلسطيينين. ففي عام 1948 أمر الملك عبدالله بتجنيد (50) شاباً كحرس وطني لتأمين الدفاع عن قبائل بئر السبع كما أصدر أوامره الى القائد حكمت مهيار بتعيين (50) شاباً للمحافظة على الأمن والدفاع عن الخليل أمام الهجمات اليهودية.
ولما اشتدت هجمات اليهود على السكان الفلسطينيين أرسلت الدول العربية المجاورة (الأردن، سوريا، لبنان، مصر) جيوشها الى فلسطين للتصدي للهجمات اليهودية. وقد خاض الجيش الأردني معارك عديدة في فلسطين والقدس منها معارك اللطرون وباب الواد مكنته من:
الاحتفاظ بالقدس الشرقية والحيلولة دون وقوعها تحت الاحتلال الاسرائيلي.
إخراج المستوطنين اليهود من حارة الشرف العربية في البلدة.
لاحتفاظ بما عرف فيما بعد بالضفة الغربية والحيلولة دون وقوعها بأيدي القوات الاسرائيلية.
وحدة الضفتين
في 24/4/1950م وعلى أثر انعقاد المؤتمر الفلسطيني في أريحا وقرار مجلس الأمة الأردني الذي مثل الضفتين تمت الموافقة على توحيد الضفتين في دولة واحدة. وبعد الوحدة ازدادت عناية الملك عبدالله بالقدس وأصر على بقائها عربية اسلامية مما جعله يرفض مطالب اليهود في الحصول على ممر الى حائط البراق ومطالب بريطانيا السماح لليهود بالهجرة الى الطرف الشرقي من القدس. كما رفض الملك عبد الله مطالب الفاتيكان بتدويل الأماكن المقدسة مؤكداً: "ان احتفاظه باسلامية القدس وعروبتها هو عزاؤه عن كل ظلم لحق به".
الملك طلال
حظيت القدس بالرعاية والاهتمام من قبل الملك طلال بعد توليه العرش. فقد زار القدس وعبر فيها عن سعادته ببقاء المدينة عربية اسلامية. ويقول في احدى خطبه فيها عام 1951م "لقد جئت لاراكم وازور مدينتكم التي احتفظ بها عربية بعون الله وتوفيقه فاطمأن العالم على مقدساته واطمأن العرب على أن ما في أيديهم اقدس ما في القدس".
الملك الحسين بن طلال
بعد تولي جلالة الملك الحسين سلطاته الدستورية عام 1952م أولى القدس أهمية خاصة وخص المقدسات الدينية فيها بعناية واهتمام. وسيرد ضمن عنوان (الرؤية الأردنية للقدس) الوارد في هذا الموقع الدور الذي قام به جلالته نحو القدس كما سيبرز ذلك تحت عنوان الاعمارات الهاشمية.
الملك عبد الله الثاني بن الحسين
لجلالة الملك عبد الله الثاني دور هام تجاه القدس سيرد في هذا الموقع ضمن عنوان (الرؤية الأردينية للقدس)