رسالة عمان هي رسالة الإسلام التي عبرت ببساطة عن وسطية الإسلام واعتداله ، ورفضها المطلق لربط الإسلام بممارسات فئة قليلة شوّهت الإسلام ، واستغلت وسطيته لتسير به نحو الغلو ، والتطرف ، ورفض الآخر.فهي تشكل خطة عمل وطني تمثل الإسلام في وسطيته وتوازنه واعتداله واعترافه بالآخر ورغبته في الحوار معه بعيدا عن التطرف والغلو والتشدد.
نشأة رسالة عمان
لقد جاء بيان عمان الذي اختيرت ليلة القدر لإشهاره في وقت أحوج ما تكون أمتنا لمن يصارحها بما نهضت إليه عبر تاريخها من إنجازات ، وما تضمنته حضارتها من منجزات ، وما حل بها منذ تعودها عن الفعل والحركة من محن وابتلاءات ، فهي مدعوة اليوم لفك الحصار عن عقلها ، والخروج من العزلة التي اختارتها ، والعودة إلى مقاصد شريعتها التي انتدبت من بين الأمم للنهوض بها ، وتبليغها.
ولدت رسالة عمان في ليلة مباركة ، إذ كان جلالة الملك عبد الله الثاني قد أحيا في التاسع من تشرين الثاني 2004 ليلة القدر المباركة في مسجد الهاشميين ، واستمع جلالة الملك إلى رسالة عمان التي ألقاها مستشار جلالته للشؤون الإسلامية قاضي القضاة رئيس مجلس الإفتاء سماحة الشيخ عز الدين الخطيب التميمي ، والتي تأتي قبل إعلان الأردن عزمه عقد مؤتمر إسلامي في عمان عام 2005
أأهمية رسالة عمان
أكدت الرسالة أن المملكة الأردنية الهاشمية قد تبنت نهجاً يحرص على إبراز الصورة الحقيقية للإسلام ، ووقف التجني عليه ، بحكم المسؤولية الروحية ، والتاريخية الموروثة التي تحملها قيادتها الهاشمية بشرعية موصولة بالمصطفى.
أضافت الرسالة أن هذا النهج يتمثل في الجهود الحثيثة التي بذلها جلالة المغفور له بإذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراه - على مدى خمسة عقود ، وواصلها من بعده بعزم وتصميم جلالة الملك عبد الله الثاني منذ أن تسلم الراية خدمة للإسلام ، وتعزيزاً لتضامن مليار ومائتي مليون مسلم يشكلون خمس المجتمع البشري
وشددت الرسالة على أن الإسلام العظيم الذي نتشرف بالانتساب إليه يدعونا إلى الانخراط والمشاركة في المجتمع الإنساني المعاصر ، والإسهام في رقيه ، وتقدمه متعاونين مع كل قوى الخير والتعقل ، ومحبي العدل عند الشعوب كافة ، إبرازاً أميناً لحقيقتنا ، وتعبيراً صادقاً عن سلامة إيماننا وعقائدنا المبنية على دعوة الحق سبحانه وتعالى للتآلف والتقوى.
سفة رسالة عمان [/b]
ونبهت رسالة عمان إلى دور العلماء وإسهاماتهم في تفعيل مسيرتنا ، وتحقيق أولوياتنا بأن يكونوا القدوة في الدين ، والخلق ، والسلوك ، والخطاب الراشد المستنير ، يقدمون للأمة دينها السمح الميسر ، وقانونه العملي الذي فيه نهضتها وسعادتها ، ويبثون بين أفراد الأمة ، وفي أرجاء العالم الخير
فلإن الإسلام كما أكدت الرسالة ، دين أخلاقي الغايات والوسائل ، يسعى لخير الناس وسعادتهم في الدنيا والآخرة ، ولا يكون الدفاع عنه إلا بوسائل أخلاقية ، فالغاية لا تبرر الوسيلة في هذا الدين ، والأصل في علاقة المسلمين بغيرهم هي السلم ، فلا قتال حيث لا عدوان ، وإنما المودة والعدل والإحسان.
[b]مبادئ رسالة عمان
انها تحمي هوية الأمة عن طريق التجهيل بتاريخها، وتهميش دورها، والتقليل من شأنها والنيل من مبادئها. وتفرق كلمتها بإثارة النعرات والعصبيات والإقليميات والخلافات. وتنال من مقدساتها بالاحتلال العسكري تارة، وإثارة الشبهات وإشاعة الأباطيل والإساءة إلى القرآن الكريم، والى النبي العظيم محمد تارة أخرى.
مرتكزات رسالة عمان
الحديث عن ظاهرة الاسلامفوبيا (الخوف من الاسلام)،
- سماحة الاسلام وإنسانيته وأنه منهج رباني شامخ يتعالى على كل صور الاندفاع الانساني نحو الانتقام والاستعلاء والغرور، ويتعامل مع الآخرين، بالبعد الانساني الذي يمثله كل واحد منهم، فيكرمهم ويتقبلهم ويحترم حقهم في الاعتقاد والرأي والتعبير، ولا يترفع عن مناصحتهم وحوارهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
أركان الاسلام وأثرها في بناء اجتماعي قوي متكافل ومتراحم بحيث يترسخ ذلك كله من خلال القواعد الإسلامية الناظمة للسلوك الانساني بكل ميادينه وأبعاده على مستوى الفرد والجماعة
النهج الهاشمي في ابراز الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام (التزام تاريخي موروث) يتمثل فيما يلي:
> بيان خصائص الاسلام ومميزاته.
> الرد على الافتراءات والاتهامات.
> مخاطبة الآخر بلغته والتحاور معه.
> ملاحظة عدم الوقوع في شرك الاستفزاز وردود الفعل.
> الصبر وطول المدى وعدم اليأس.
> بيان صفحات مشرقة من تاريخ الاسلام في جميع مجالات الحياة.
> عرض جوانب مشرقة من حضارة الاسلام وإسهاماته في الحياة الانسانية.
> تحميل كل مسلم مسؤوليته تجاه هذا الدين.